الأربعاء، 31 أغسطس 2016

لماذا نخشى الموت

الموت
فالموت يقطع ما كان قبله، ينهي الحياة سواء كان الإنسان فيه   خير أو شر، فتنقطع الأعمال، ويتفرق الأحبة، وينتهي هذا
يأتي الموت دائماً بغتة، فيقطع ما كان قبله..
 سؤالي، هل نحن مستعدون للموت ؟ لماذا الخوف تخاف لأنك تعلم أن أعمالك لن تشفع لك أم أنك لاتعرف ماينتظرك ؟ كل هذه الأسئلة استحوذت علي، بقيت أفكر فيها أياماً وليالي
ما هي حقيقة الموت؟ هو انتقال من عالمنا المشهود، إلى الآخرة التي لا نعرف، إلا ما سمعنا عنها في القرآن والسنة.. الموت
مجرد مرحلة انتقالية، من دار الفناء إلى دار الخلود، من دار البلاء والامتحان إلى دار النعيم "إن شاء الله"..فلماذا الخوف من الموت إذن؟
جميعنا يتحجج أنه يخاف من الموت لأنه ليس مستعداً، ولكن الحقيقة برأيي تفوق هذا، فهو وإن لم يكن مستعداً فعلاً –
 نخاف من الموت لأننا نحب دنيا وشهواتنا، تعودنا على نمط حياتنا، على أصدقائنا وأحبابنا، على أموالنا وممتلكاتنا،لأننا لا نريد فراق وترك من نحب، فنتخيل الموت وكأنه سيفصلنا عنهم أبداً، لا نريد أن نذهب ويبقوا هم، كما لا نريد أن
يذهبوا ونبقى نحن، ، لأننا نهاب المجهول، لأننا نخاف من الغيب الذي لم يرجع منه أحد ليخبرنا بما رأى هناك رأي
العين، لأننا ربما لم نؤمن بالآخرة حق الإيمان كما يريدنا الله سبحانه أن نؤمن..
فلو استطعنا إدراك أن الدنيا دار الفناء، والآخرة دار الخلود والبقاء، لربما قل خوفنا من الموت، ولربما تقبلنا فكرة الموت
أكثر..
 لو سألنا أي شخص هل أنت مستعد للموت؟ سيكون جوابه "لا" إلا من رحم الله
يرتكب الكثير من المعاصي، يفرط في كثير من الطاعات، لم يرد حق هذا، ولم يعتذر من هذا، ولم يصالح هذا..
إنه ليس مستعداً لمقابلة ربه بهذه الذنوب التي تقصم ظهره، فلذلك هو يخاف من الموت ويتمنى تأجيله إلى أجل غير مسمى..
ولو قلت لأحدهم أنه لم يبق أمامه سوى يوم واحد قبل موته، فماذا سيفعل؟ سيرد المظالم لأهلها ويتسامح مع الناس ويتوب إلى الله
ويعتذر لمن آذاهم ويذكر الكثير من الطاعات التي هو مفرط فيها اليوم..
وسؤال هنا، هل يضمن أحدنا أنه سيعيش لليوم التالي؟
أعماله التي قال إنه سيفعلها؟
الحقيقة، هي أننا لو لم نحاول التغيير اليوم، فلن نضمن التغيير أبداً! وإن لم يكن الشخص منا مستعداً للموت اليوم، فلن يكون
مستعداً له أبداً، إلا أن يطرأ عليه طارئ يغير مجرى حياته ويجعله يتوب إلى الله ويحسن.. وليس من المنطقي أن يعلق
 إن لم يصلح نفسه اليوم فلن يصلحها أبداً، فسواء مات اليوم أو بعد عمر طويل، فالنتيجة واحدة..
أما لو كان مستعداً اليوم، فأيضاً الموت اليوم أو بعد عمر طويل سواء.. فلماذا نخاف من الموت؟
سيقول شخص أننا لا نضمن أعمالنا ولا نعرف ما سيكون مصيرنا..
على الإنسان أن يسعى للوصول إلى الصراط المستقيم، بأن يحاول أن يكون كل يوم خيراً من الذي قبله، وأن يترك كل يوم
معصية، ويؤدي كل يوم طاعة جديدة، أن يكون في صعود مستمر في هذه الحياة.. أو لنقل إنه يجاهد نفسه لإصلاحها
ويراقبها..
فإن كان هذا حاله، فهذا يعني أنه بإذن الله على صراط الله المستقيم، وإن كان كذلك، فلم الخوف من الموت والله غفور رحيم
 علينا ألا تكون علاقتنا مع الموت علاقة خوف وخشية، بل علاقة مواجهة، واستعداد، وطمأنينةوأن نحسن الظن بالله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة