‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسلاميات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسلاميات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 22 فبراير 2017

أسباب قلة البركة

 البركة
السبب الأول :
 يقول الله ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض .
فبالتقوى تنزل البركات من السماء ، وتخرج من الأرض ، وبعدَمِها تُنْتزع البركات من الأرزاق .

السبب الثاني :
قطيعة الرحم ، فإنهما سبب رئيس لضيق المعيشة وقلة الأرزاق والبركات ، يقول : من أحب أن يُبْسَط له في رزقه ، ويُنْسأَ له في أثره ، فليصل رحمه . أخرجه البخاري ومسلم .
فالبر والصلة من أعظم أسباب البركات في الأموال والأولاد والأعمار . 

السبب الثالث :
الغفلة عن الدعاء 
جاء في سنن أبي داود أن النبي دخل المسجد يوما فوجد أبا أمامة وحيدا وعليه علامات الهم والغم ، فقال له : يا أبا أمامة مالذي أجلسك في المسجد في ساعة ليست بساعة صلاة ؟ فقال يارسول الله : هموم أصابتني وديون أثقلتني ، قال : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك ؟ فقال : بلى يارسول الله ، قال : قل : إذا أصبحت وإذا أمسيت ؛ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، ومن الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ، فقال أبو أمامة : فقلتهن فأذهب الله همي وقضى ديني  .

السبب الرابع :
الإمساك عن الصدقات وعن الإنفاق ، فلقد اقتضتْ حكمةُ الله أن مَنْ أنفق وتصدق ، ويسَّر على المعسرين ، ونفس كرب المكروبين ، فإن الله ييسر عليه ، ويفرج كربته وهمه وغمه ، حيث يقول النبي : يا أسماء أنفقي يُنْفِق الله عليك . أخرجه 

السبب الخامس :
ترك العمل ، فدين الإسلام هو دين العمل ، وليس الجلوس عن العمل من الإسلام في شيئ . 
قال : وجُعِل رزقي تحت ظل رمحي . صححه الألباني .

السبب السادس :
التوكل الصادق على الله مع بذل أسباب الرزق ، فالطيور تخرج كل صباح تبحث عن أرزاقها ، لم تنم في أعشاشها وفي أوكارها ، بل انطلقت على فطرتها ، قال : لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا . 

الأحد، 19 فبراير 2017

دعاء يستغيث منه الشيطان

الشيطان
دعاء يستغيث منه الشيطان " ، وهو ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع : " أنه كان يدعو الله كل يوم بدعاء خاص ، فجاءه شيطان وقال له : يا إمام ! أعاهدك أني لن أوسوس لك أبدا ، ولن آتيك ولن آمرك بمعصية ، ولكن بشرط أن لا تدعو الله بهذا الدعاء ، ولا تعلمه لأحد . فقال له الإمام : كلا ! سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت . هل تريد معرفه هذا الدعاء ؟ كان يدعو فيقول : " اللهم إنك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا ، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ، اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك ، وقَنِّطه منا كما قَنَّطـته من عـفوك ، وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك " 

الأحد، 30 أكتوبر 2016

مالاتعرفه عن عظيم جزاء من حافظ على صلاة الفجر

خُصت صلاة الفجر بمزيد من الأجر ، وعظيم الفضل ، وحضيت بجزيل الثواب .
فهي محك الإيمان ، وعلامة التسليم والإذعان ، يتمايز فيها المؤمن من المنافق ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : " كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن به " [ 
الجزاء الأول
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني ] .
معنى ذلك : أن من لم يمشي لصلاة الفجر ، فلا نور له يوم القيامة ، وهذا أول نتائج الحرمان للمتخلف عن صلاة الفجر ، حُرم النور يوم القيامة .
فكما أن للمحافظ على صلاة الفجر له بشائر ومفرحات ، فكذلك من لم يكن من أهل صلاة الفجر ، فليبشر بالوعيد ، والعقاب الشديد
الجزاء الثاني
فالمحافظ على صلاة الفجر في جماعة يحصل له البشر ، وعظيم الأجر ، والفرح والسرور ، والغبظة والحبور ، بما يجده من لذة صلاة الفجر ، وكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .
أما المتخلف عن صلاة الفجر ، فلا يحصل له من الدنيا إلا الخزي والعار ، وسوء الخلق ، وضيق المنطق ، وتراه مقطب الجبين ، عابس الوجه ، كما أن الناس ينظرون إليه نظرة غير سوية ، نظرة ازدراء واحتقار ، إذ كيف تكون مسلماً ولا تحافظ على صلاة الفجر ، التي هي المحك الحقيقي لأهل الإيمان وأهل النفاق .
الجزاء الثالت
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ " [ متفق عليه ] ، والبردان : هما الفجر والعصر .
ومن لم يصلي الفجر والعصر لم يكن مع أولئك الرجال الذين تركوا الفراش الوثير ، والدفء المرغوب ، لن يكون مع أولئك الذين استجابوا لربهم عندما سمعوا منادي الله وهو يصدع بالأذان وهو يقول : { حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، الصلاة خير من النوم } ، فالصلاة فيها فلاح للعبد في الدنيا والآخرة ، ومن لم يصلها فلا فلاح له ولا نجاة 
الجزاء الرابع
فعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِى الْبَدْرَ - فَقَالَ : " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ _ تضارون _ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " يعني الفجر والعصر ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ _ أحد رواة الحديث _ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ [ متفق عليه ] 
الجزاء الخامس
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْهُ ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " [ رواه مسلم ] .
من صلى الفجر لا يزال في حفظ الله تعالى ، وفي كنفه سبحانه ، لا يضره بإذن الله شيء ، فهو معزز مكرم ، محفوظ بحفظ الله له .
ومن لم يصلي الفجر فهو في ذمة الشيطان 

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

من أين تنبع الرجولة الحقة؟

الشاب المسلم الذي نريده هو الذي يعلم من هو قدوته؟ وما هو منهجه؟ وما هي عقيدته؟ وما هو هدفه في هذه الحياة الدنيا؟ وما هي صفات الشخصية التي ينبغي أن يتميز بها؟ وأين تكمن حقيقة رجولته؟

يقول ابن الجوزي مبينا حقيقة الرجولة :
'لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وصدقة وعزلة، إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين : حفظ الحدود، وإخلاص العمل'.

• الرجولة التي نريد :
رأي سديد، وكلمة طيبة.
• الرجولة التي نريد :
تحمل مسئولية الدين.
• الرجولة التي نريد :
قوة في القول، وصدع بالحق.
• الرجولة التي نريد :
صمود أمام الملهيات.
• الرجولة التي نريد :
صدق في العهد، ووفاء بالوعد.
• الرجولة التي نريد :
غض للبصر عما حرم الله.
• الرجولة التي نريد :
أدب بلا ميوعة فيه.

صفات الرجال :

١. من المسجد تنبع الرجولة ويتربى الرجال.
٢. رجل لا تلهيه تجارة عما يقربه إلى ربه.
٣. رجل لا يفتر لسانه عن ذكر الله.
٤. رجل يعلم قدر الصلاة وميزانها عند الله.
٥. رجل قد عمر الله قلبه بمحبته وطاعته.
٦. رجل يراقب الله في كل حركاته وسكناته

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

كيفية سجود السهو

سجود
تعريف سُجود السَّهو "السُّجود" في اللغة هو الخضوع، واصطلاحًا وضع الجبهة على الأرض تعبّدًا،(1) وأمّا "السَّهو" فهو الغفلة والذهول عن الشيء،(2) أمّا في اصطلاح الفقهاء، "فالسهو" هو خلل يوقعه المصلّي في صلاته، سواء كان عمداً أو نسياناً
أسباب سُجود السَّهو سنذكر هنا أسباب سجود السهو وذلك بحسب الفقه الشافعي، وهي: أن يترك المُصلّي سنَّة مؤكدة (وتُسمّى الأبعاض)، أو شكّ في تركه، وذلك كالتَّشهد الأول، وقنوت الفجر، أمّا لو ترك سنَّة غير مؤكدة، كقراءة ما تيسر من سُور القرآن، فإنه لا يسجد لتركها عمداً أو سهواً. أمّا إن ترك فرضًا كالركوع، فإن تذكره قبل الركوع الثاني أتى به فورًا، وإن تذكره بعد الركوع الثاني فإن الركوع الثاني يُعتبر أول، وتُلغى الركعة الأولى، ثم يتم صلاته ويسجد للسه، وأما إذا تذكره بعد السلام من الصلاة فإن لم يطُل الفاصل ولم يأتِ بفعل مبطل أو تكلم أكثر من ست كلمات وجب عليه القيام ويركع ويأتي بالباقي ويتشهد ويسجد للسهو. الشكّ في عدد الركعات التي أدّاها، فعندئذٍ يفرض العدد الأقل ثم يتمم باقي الركعات ثم يسجد للسهو، فمثلاً لو شكّ هل صلّى ثلاثة ركعات من العصر أم ركعتان، فيفرض أنّه صلّى ركعتين ثم يكمل ركعتين أخرتين ثم يسجد للسهو ويسلّم. أن يقوم بعمل منهيّ عنه يبطل الصّلاة سهوًا كأن يتكلم بكلمات قليلة أو أتى بركعة زائدة سهوًا. أن يقوم بنقل شيء من أفعال الصلاة إلى محلّ في غير محلّه سهوًا، كأن يقرأ الفاتحة في جلوس التشهد. كيفيّة سُجود السَّهو بحسب الفقه الشافعيّ فإن سُجود السَّهو عبارة عن سجدتين كسجدات الصَّلاة، ينوي بهما المصلِّي سجود السَّهو، ومحلّها في آخر الصّلاة بعد التَّشهد والصّلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم وقبل السَّلام. أمّا عند الحنفيّة فطريقتها أن يسجد المصلي سجدتين بعد أن يسلم عن يمينه فقط، ثم يتشهد بعد السجدتين، ويسلم بعد التشهد. أمّا المالكية فسجود السهو سجدتان يتشهد بعدهما قبل السلام أحيانًا وبعده أحيانًا أخرى بحسب السبب، وقريب منه عند الحنابلة. ويقول المصلّي في السجدتين كما يقول في أي سجدة، وهو قول "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرّات، ولم يرد عن النَّبي صلّى الله عليه وسلّم أيّ دعاء مخصوص، قال الإمام النَّووي: "سُجُودُ السَّهْوِ سَجْدَتَانِ بَيْنَهُمَا جَلْسَةٌ، وَيُسَنُّ فِي هَيْئَتِهَا الافْتِرَاشُ، وَيَتَوَرَّكُ بَعْدَهُمَا إلَى أَنْ يُسَلِّمَ، وَصِفَةُ السَّجْدَتَيْنِ فِي الْهَيْئَةِ وَالذِّكْرِ صِفَةُ سَجَدَاتِ الصَّلاةِ". 

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

لماذا نخشى الموت

الموت
فالموت يقطع ما كان قبله، ينهي الحياة سواء كان الإنسان فيه   خير أو شر، فتنقطع الأعمال، ويتفرق الأحبة، وينتهي هذا
يأتي الموت دائماً بغتة، فيقطع ما كان قبله..
 سؤالي، هل نحن مستعدون للموت ؟ لماذا الخوف تخاف لأنك تعلم أن أعمالك لن تشفع لك أم أنك لاتعرف ماينتظرك ؟ كل هذه الأسئلة استحوذت علي، بقيت أفكر فيها أياماً وليالي
ما هي حقيقة الموت؟ هو انتقال من عالمنا المشهود، إلى الآخرة التي لا نعرف، إلا ما سمعنا عنها في القرآن والسنة.. الموت
مجرد مرحلة انتقالية، من دار الفناء إلى دار الخلود، من دار البلاء والامتحان إلى دار النعيم "إن شاء الله"..فلماذا الخوف من الموت إذن؟
جميعنا يتحجج أنه يخاف من الموت لأنه ليس مستعداً، ولكن الحقيقة برأيي تفوق هذا، فهو وإن لم يكن مستعداً فعلاً –
 نخاف من الموت لأننا نحب دنيا وشهواتنا، تعودنا على نمط حياتنا، على أصدقائنا وأحبابنا، على أموالنا وممتلكاتنا،لأننا لا نريد فراق وترك من نحب، فنتخيل الموت وكأنه سيفصلنا عنهم أبداً، لا نريد أن نذهب ويبقوا هم، كما لا نريد أن
يذهبوا ونبقى نحن، ، لأننا نهاب المجهول، لأننا نخاف من الغيب الذي لم يرجع منه أحد ليخبرنا بما رأى هناك رأي
العين، لأننا ربما لم نؤمن بالآخرة حق الإيمان كما يريدنا الله سبحانه أن نؤمن..
فلو استطعنا إدراك أن الدنيا دار الفناء، والآخرة دار الخلود والبقاء، لربما قل خوفنا من الموت، ولربما تقبلنا فكرة الموت
أكثر..
 لو سألنا أي شخص هل أنت مستعد للموت؟ سيكون جوابه "لا" إلا من رحم الله
يرتكب الكثير من المعاصي، يفرط في كثير من الطاعات، لم يرد حق هذا، ولم يعتذر من هذا، ولم يصالح هذا..
إنه ليس مستعداً لمقابلة ربه بهذه الذنوب التي تقصم ظهره، فلذلك هو يخاف من الموت ويتمنى تأجيله إلى أجل غير مسمى..
ولو قلت لأحدهم أنه لم يبق أمامه سوى يوم واحد قبل موته، فماذا سيفعل؟ سيرد المظالم لأهلها ويتسامح مع الناس ويتوب إلى الله
ويعتذر لمن آذاهم ويذكر الكثير من الطاعات التي هو مفرط فيها اليوم..
وسؤال هنا، هل يضمن أحدنا أنه سيعيش لليوم التالي؟
أعماله التي قال إنه سيفعلها؟
الحقيقة، هي أننا لو لم نحاول التغيير اليوم، فلن نضمن التغيير أبداً! وإن لم يكن الشخص منا مستعداً للموت اليوم، فلن يكون
مستعداً له أبداً، إلا أن يطرأ عليه طارئ يغير مجرى حياته ويجعله يتوب إلى الله ويحسن.. وليس من المنطقي أن يعلق
 إن لم يصلح نفسه اليوم فلن يصلحها أبداً، فسواء مات اليوم أو بعد عمر طويل، فالنتيجة واحدة..
أما لو كان مستعداً اليوم، فأيضاً الموت اليوم أو بعد عمر طويل سواء.. فلماذا نخاف من الموت؟
سيقول شخص أننا لا نضمن أعمالنا ولا نعرف ما سيكون مصيرنا..
على الإنسان أن يسعى للوصول إلى الصراط المستقيم، بأن يحاول أن يكون كل يوم خيراً من الذي قبله، وأن يترك كل يوم
معصية، ويؤدي كل يوم طاعة جديدة، أن يكون في صعود مستمر في هذه الحياة.. أو لنقل إنه يجاهد نفسه لإصلاحها
ويراقبها..
فإن كان هذا حاله، فهذا يعني أنه بإذن الله على صراط الله المستقيم، وإن كان كذلك، فلم الخوف من الموت والله غفور رحيم
 علينا ألا تكون علاقتنا مع الموت علاقة خوف وخشية، بل علاقة مواجهة، واستعداد، وطمأنينةوأن نحسن الظن بالله.

الجمعة، 20 مايو 2016

سبب تسمية شهر الصيام برمضان

شهر رمضان المبارك و هو من الأشهر الفضيلة الذي نزل به القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هو الشهر الذي فرض فيه الصوم على المسلمين ، و يعتبر شهر رمضان من الأشهر العربية للسنة و سمي رمضان بهذ الإسم الشديد الحرارة و رمضان اسم مشتق من الفعل رمض أي ما أشتد حره و قيل دائماً يصادف مرور هذا الشهر بوقت حرارة الصيف الملتهبة ، و رمضان تدل على رمض الصائم أي التهب جوف الصائم من شدة الجوع و العطش .

يحتل شهر رمضان المرتبة التاسعة في السنة الهجرية أي بعد شهر شعبان و قبل شهر شهر رمضان من الأشهر الذي ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر بسبب حلاوة الصيام به و فرصة لكسب الأجر العظيم كما إنه من الأشهر التي تقربنا لله تعالى فشهر رمضان ثلاثة أثلاث مغفرة و رحمة و عتقٌ من النّار ، و لا ننسى ليلة القدر و هي الليلة العظيمة التي نزل به القرآن الكريم ، و فضل ليلة القدر إن الدعاء فيها مستجاب و هي ليلة مخفية لا يعلم سرها إلا رب العالمين و يتم تحريها في العشر الأواخر لشهر رمضان الكريم .

الاثنين، 27 يوليو 2015

الوصفة السحرية لعلاج سبب إنقطاع الرزق

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن الناس في هذه الأيام يشكون من قلة الرزق
 وأصبح طلب الرزق وتدبير المعاش مما يشغل بال الكثير منهم بل ويقلقه، حتى سلكوا في سبيل الحصول عليه كل مسلك، وسعوا إليه بكل سبيل، فهذا يغش ويسرق، وذاك يرابي ويرتشي،
ونسي هؤلاء أن الله تعالى شرع لعباده
 الأسباب التي تجلب الرزق وبيَّنها لهم، ووعد من تمسك بها وأحسن استخدامها بسعة الرزق، وتكفَّل لمن أخذ بها بالنجاة مما
السبب الأول:طاعة الله وإجتناب المحرمات
  
ويقول الله تعالىوَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون[الأعراف:96].
يقول العلامة السعدي رحمه الله: ( .. لو أن أهل القرى
 آمنوا بقلوبهم إيماناً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهراً وباطناً بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدراراً، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيش وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب.. ) أهـ.
ولكن
 ما هي التقوى التي جعلها الله سبباً لجلب الرزق، وأخبر أنه يرزق أهلها بغير حسبا؟!
التقوى هي أن تجعل بينك وبين ما يضرك وقاية تحول بينك
 وبينه، أن تفعل ما يأمرك به الله، وتجتنب ما ينهاك عنه؛ فلا يجدك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، شعارك أمره ونهيه، وحول هذا المعنى جاءت عبارات السلف في تعريفها وبيانها.
يقول ابن مسعود
عن تعريف التقوى: ( أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يكفر ).
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( المتقون الذين يحذرون من الله عقوبته في
 ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به ).
ويقول طلق بن حبيب: ( التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب
 الله. وأن تترك معصية اله على نور نم الله تخاف عقاب الله ). السبب الثاني:كثرة الإستغفار
ويقول ابن كثير رحمه الله: ( أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الارض، وأنبت لكم الزرع، وأدرَّ لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخلَّلها بالأنهار الجارية بينها ) أهـ.
وقد روى مطرف عن الشعبي أن أمير المؤمنين عمر
خرج يستقي بالناس فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فقيل له: ما سمعناك استقيت. فقال: طلبت الغيثبمجاديح السماء التي يستنزل بها القطر – أي المطر – ثم قرأفَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً.
وشكا رجل إلى الحسن البصري الجدب، فقال له: ( استغفر الله )، وشكا آخر
 الفقر، فقال له: ( استغفر الله ). وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً، فقال له: ( استغفر الله ). وشكا إليه رجلٌ جفاف بستانه، فقال له: ( استغفر الله ). فقالوا له في ذلك: أتاك رجال يشكون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار. فقال: ( ما قلتُ من عندي شيئاً، إن الله تعالى يقول في سورة نوحفَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً.
ويقول تعالى عن هود أنه قال لقومه
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ[هود:52].
يقول ابن كثير: ( أمر هود عليه السلام قومه بالاستغفار
 الذي فيه تكفير الذنوب السالفة وبالتوبة عما يستقبلون، ومن اتصف بهذه الصفة يسَّر الله عليه رزقه، وسهَّل عليه أمره، وحفظ شأنه ) أهـالسبب الثالث: التوكل على الله تعالى
ويقول النبيصلى الله عليه وسلم: { لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]. 
يقول ابن رجب رحمه الله: (هذا الحديث أصل في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يُستجلب بها الرزق.. قال بعض السلف: توكل تُسَق إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف ).
والتوكل على الله هو إظهار العجز
 والاعتماد عليه وحده، والعلم يقيناً أن لا فاعل في الوجود إلا الله، وأن كل موجود من خلق ورزق، وعطاء ومنع، وضر ونفع، وفقر وغنى، ومرض وصحة، وموت وحياة، وغير ذلك مما يطلق عليه اسم الموجود من الله تعالى.
وحقيقة التوكل
 كما يقول ابن رجب رحمه الله هي: ( صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكلة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع سواه )
السببُ الرابع: صلة الرحم
وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: { من اتقى ربَّه، ووصل رحمه، أنسئ له في عمره، وثرِّي ماله، وأحبه أهلهُ }.
ففي هذه
 الأحاديث بيَّن النبيأن لصلة الرحم ثماراً عديدة وآثاراً طيبة منها: البسط في الرزق، والزيادة في العمر، ودفع ميتة السوء، وأنها سبب لمحبة الأهل للواصل.
فمن هم الأرحام،
 وبأي شء تكون صلتهم؟
الأرحام هم الأقارب، وهم من بينك
 وبينهم نسب، سواء كنت ترثهم أم لا، وسواء كانوا ذا محرم أم لا.
وصلتهم تكون بأشياء متعددة: فتكون بزيارتهم والإهداء إليهم، والسؤال عنهم،
 وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، كما تكون بالدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم
السبب الخامس: الزواج

فقد قال تعالى
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[النور:32]، وكان عمر بن الخطابيقول: (عجباً لمن لم يلتمس الغنى في النكاح، والله يقولإِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).

الخميس، 4 يونيو 2015

الحكمة من خلق الله تعالى آدم عليه السلام على مراحل مع قدرته على خلقه بكلمة "كن"سبحانه وتعالى؟

ترتيب مراحل خلق الله سبحانه وتعالى لآدم : فإنها بدأت بـ " التراب " ، ثم أضيف إليه  " الماء " فصار : " طيناً " ، ثم صار هذا الطين " حمأ مسنوناً " أي : أسود متغير ، فلما يبس هذا الطين - من غير أن تمسه النار - صار " صلصالاً " - والصلصال هو الطين اليابس  لم تمسه نار ، ثم نفخ الله سبحانه وتعالى ، في مادة الخلق هذه من روحه ، فصار هذا المخلوق بشراً ، وهو آدم عليه السلام .
مما لا شك فيه أن الله تعالى لا يقدِّر شيئاً ولا يخلقه ولا يشرعه إلا لِحكَم بالغة ، فهو الحكيم سبحانه وتعالى ، ومن صفاته الحكمة ، لكنَّه تعالى لم يُطلع خلقه على حكَم كل ما شاءه أو شرعه ، والشريعة تأتي بما تحار به العقول لا بما تحيله العقول ، والعلماء حاولوا تلمس الحكَم فيما لم يطلعهم ربهم تعالى على حكَمه ، فمنه ما استطاعوا الكلام فيه ، ومنه ما عجزوا عنه ، وفي كل الحالات سلَّموا الأمر لله تعالى أنه الحكيم في خلقه وشرعه ، وإن كانت المسائل شرعية بادروا لفعل الأمر ، والكف عن فعل النهي ، وهذا هو مقتضى العبودية 

وختلاف حال الخلق اختلف أصل خلقتهم ، فكان خلْقُه تعالى للملائكة من نور ، وخلْقُه للشياطين من نار ، وخلقه لآدم من تراب ، ومنه يُعلم أنه لما كان حال أولئك الخلق مختلفاً : كان أصل خِلقتهم مختلفاً ، فلما كان الملائكة للعبادة والتسبيح والطاعة : ناسب أن يكون خلقهم من نور ، ولما كان حال الشياطين للوسوسة والكيد والفتنة : ناسب أن يكون خلقهم من نار ، ولما كان الإنسان معمِّراً للأرض وفيه سهولة وليونة وصعوبة وشدة وطيب وخبث : ناسب أن يكون خلقه من مادة تحوي ذلك كله ، فالنار شيء واحد ، والنور شيء واحد ، لكن التراب يختلف من مكان لآخر وهذا هو حال الإنسان ، وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ ، جَاءَ مِنْهُمْ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ) رواه الترمذي (2955) وأبو داود (4693) وصححه الترمذي والألباني في "صحيح الترمذي" .
ومن أعظم الحكَم : أن الله تعالى أراد تمييز آدم عن جميع خلقه بأن يخلقه بيده الكريمة مباشرة ، وهذا لا يكون إذا كان خلقه من العدم ، فالملائكة والجن مخلوقون من العدم ، ولا يقال فيهم إنه خلقهم بيده ، قال الله تعالى : (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) ص/75
فسبحانه وتعالى أعظم الخالقين

الجمعة، 22 مايو 2015

تعرف على حقيقة الشيعة

علماء الشيعه جميعهم حضروا للنقاش حول قضية الشيعه والسنه!! أما السنه لم يأت إلا واحد منهم ، وهو الشيخ أحمد بن حنبل بعد ان تأخر عليهم # فلما دخل عليهم كان حاملا حذاءه تحت أبطه ، نظر اليه علماء الشيعه وقالوا : لماذا تدخل وأنت حاملا حذائك ! فقال لهم : لقد سمعت ان الشيعه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كانو يسرقون الأحذيه . فقالوا وهم ينظرون لبعض : لم يكن هناك في عصر الرسول شيعه فرد الإمام أحمد بن حنبل : إذآ انتهت المحاضره من أين أتيتم بدينكم !!

الجمعة، 24 أبريل 2015

من مظاهر العدل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

عدلٌ النبي صلى الله عليه وسلم لا يوازيه عدل بشر، ذلك العدل الذي اتسمت به شخصية النبي صلى الله عليه وسلم. كان أكثر الناس عدلا، لا يرضى الظلم لأحد ولا لشيء. امتد عدله ليرسل ظلاله إلى الكون كله. كان يعدل ويأمر الناس أن يقتصوا منه لو كان لهم حق عنده.
أرسى قواعد العدل مع النفس ، ومع الغير، وقواعد العدل في حالات الغضب والرضا.
العدل مع النفس:
العدل مع النفس، خُلُق كان النبي حريصا على أن يعلمنا إياه، ويجعلنا عادلين مع أنفسنا لنتعلم كيف نعدل مع الآخرين.
ففي يوم من الأيام، بلغ النبي أن عبد الله بن عمرو كان يصوم النهار ويقوم الليل. ورغم قيمة العبادة في الإسلام إلا أن النبي رفض أن تذهب هذه العبادة بالشخص مذهبا بعيدا عن العدل مع النفس حين يرهق نفسه ويتعبها. فها هو النبي يقول لعبد الله: "يا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار، وتقوم الليل فلا تفعل، فإن لجسدك عليك حظا، ولعينك عليك حظا، وإن لزوجك عليك حظا." (رواه مسلم).
..
وكان يخطب في الناس ويقول : "أيها الناس: من كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليجلده، ومن شتمت له عرضا فهذا عرضي فليشتمه، ومن أخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذه مني، ولا يخش الشحناء فإنها ليست من طبيعتي". (رواه البخاري).
وهو الذي يتعامل بمبدأ العدل دوماً، فلا يفضل نفسه على الآخرين، بل يساوي بينهم وبينه تطبيقا لهذا العدل. فها هو يرفض أن يحمل عنه الصحابة نصيبه من العمل.
"كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عقبة ءدورء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال: "ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما." (رواه أحمد في مسنده).
العدل في الحالات النفسية المختلفة:
ربما يكون الإنسان عادلا في معظم أوقات حياته، ولكن حين يمر بمشاعر معينة، مع أناس معينين، فربما خاف عليهم وظلمهم، وهذا ما يعلمنا الرسول إياه: أن تكون عادلا مع من تحب ومع من تكره.
الحب لا ينسي العدل:
كما نعرف جميعا، كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب لعائشة رضي الله عنها، إلا أن ذلك الحب لم ينسه العدل، ولم يجعله يظلم إحدى زوجاته يوما ما، بل كان شديد العدل بينهن في كل صغيرة وكبيرة، حتى إنه "كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك." (رواه الترمذي). ومعنى قوله لا تلمني فيما تملك ولا أملك، أي الحب والمودة القلبية، كما قال أهل العلم.
والمقصود بهذا الحديث أنه كان يطلب من الله العفو، وألا يؤاخذه بسبب حبه لبعض زوجاته أكثر من الأخريات، رغم أنه لا يظلم إحداهن في أي أمر بعيد عن المشاعر والحب.

إذا كان الحب عند رسول الله لا يجعله يحيف أو يظلم لحساب من يحب، فإن العداوة كذلك لا يمكنها أن تؤثر على عدل رسول الله، فهو أعدل البشر حتى مع أعدائه، وهذا ما تعلمه من قرآن ربه الذي يقول للمسلمين كافة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
العدل في معالجة الأخطاء:
وإذا كان النبي يعلمنا كيف نتحكم في أنفسنا في الحالات التي نكون فيها مع من نحب أو مع من نعادي أثناء الحكم، فإنه كذلك يعلمنا كيف نعامل من حولنا حين يخطئون بمنطق العدل لا بمنطق الغضب، فها هو الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حين يخطئ خطأ فادحا أثناء استعداد النبي لفتح مكة، وحين أرسل للمشركين بنية النبي وعزمه على فتح مكة،لم يعاقبه النبي كما قد يتوقع البعض، ووضع في اعتباره نية حاطب التي لم تكن لتنوي المكر بالنبي أو المسلمين.
والقصة في صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير وكلنا فارس. قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين. فأدركناها تسير على بعير لها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: الكتاب. فقالت: ما معنا من كتاب. فأنخناها، فالتمسنا فلم نر كتابا. فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك. فلما رأت الجد، أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين. فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ما صنعت؟ قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. أردت أن تكون لي عند القوم يد، يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله بها عن أهله وماله. فقال صلى الله عليه وسلم: صدق ولا تقولوا إلا خيرا. فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: أليس من أهل بدر؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم."
لقد كان الصحابة غاضبين أشد الغضب من موقف حاطب، ويريدون له عقابا ليكون عبرة لغيره، ولكن النبي بلمسته العادلة والحانية، علمهم ألا يأخذهم الغضب بعيدا عن العدل حين يعالجون الأخطاء غير المبيتة، وأن يوازنوا بين حسنات الناس وسيئاتهم، بين أعمالهم الكريمة وبين أخطائهم.
هذا المنطق في العدل قد لا يتبينه الكثيرون في خضم الحياة، ولكن ما أحوج الناس إليه في علاقاتهم الإنسانية بشتى أنواعها، بين الزوجين، وبين الآباء و أبنائهم، بين المعلم والمتعلم.
ا

المشاركات الشائعة