الأربعاء، 16 يوليو 2014

بالعزم و قوة الإرادة ستحقق ما تريد إنشاء الله

     ثمة أمور أخي القارئ تتحكم في مسارنا وتوجهه ، إما إلى نجاحٍ وتفوقٍ ، أو إلى مقابلِ هذا وهو الفشلُ والانحسارُ ، ومن أهم هذه الأمور " الإرادة " فالإدارة سر النجاح ، ولربما تساءل أحد : هل يكفي الرأي السديد بغيرها ؟ ـ أي بغير الإرادة ـ فأجبه بأنه لا رأي لمن لا إرادة له ، وإذا ما حددت وجهتك في أمرٍ ما فإن إرادتك وإصرارك هما أولُ زادكَ ، فقد قيل : الإرادة نصف الطريق ، وإن صادف وتعثرت  نتيجة أمرٍ ما أو عائق طبيعي أو مفتعل من غيرك فإن هذا مما يزيدك إصراراً ورغبةً في الصمود والوقوف ؛ فليس العيب أن تقع ؛ إنما أن تبقى مكانك ، فامضي في طريقك ، اسع ولا ترجع بخفي حنين ، واجعل للإعتداد بنفسك في نفسك موضعاًَ ، واعتمد في شؤونك على نفسك ، لا على غيرك ؛ فقد قيل قديماً : من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى داره ، وقيل أيضاً : من اتكل على زاد غيره  طال جوعه  ، فالزم نفسك وساعد غيرك
وكُنْ على الدَّهر مِعواناً لذي أمَلٍ       يَرجو نَداكَ فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ     وإن احتجت من غيرك شيئاً فاطلبه ، ولا يكن ديدنك طلب الناس ، حتى لا تستطيع عمل شيءٍ إلا  بمساعدة غيرك ودعمه ، واعمل على أن تكون أنت الذي يتحدث عنه بيت الشعر التالي :
وإنّما   رجلُ    الدُّنيا   وواحِدُها       من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ
فأنت لا تستطيع أن تعتمد على الناس في أمورك وخاصة فيما عظم منها
وَحيدٌ   مِنَ   الخُلّانِ  في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
فإذا كان ذاك فاجعل الاعتماد على نفسك طريقك لنجاحك وتفوقك ،ولن يتسنى لك ذلك بغير عزمٍ قويٍ للشدائد ، ولربما خالط عزمك شيءٌ من الشك  في وصولك أو تحقيقك المنى أو شككت في نفع هذا أو غير ذلك   فإذا شككت فاجزم ، وإذا استوضحت فاعزم ، وثمة كلمة لا توجد في قاموس أهل العزم  وهي : " الفشل "  فعندهم أنه لا وجود لكلمة  فشل ، وإذا لم تجد كلمة الفشل فإنك لن تر للمستحيل عندهم وجوداً ، فلسان حالهم  يقول : لا للمستحيل ، ولا مستحيل عند أهل العزيمة ، ولا تكن كمن يفتخر بعزمه وقوته ، وجعل لنفسه مقياساً  لا يقاس به العزم ، ولا تحدد به القوة  كما في قول أحدهم وإن كان ذا طابع  "كوميدي" :
ولي  عزم  يشق  الماء   شقاً             ويكسر بيضتين على التوالي
وفي الهيجاء ما جربت نفسي             ولكن  في  الهزيمة  كالغزال 
ولتضع  نصب عينيك قول الشاعر :
   تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
 وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
وقول القائل :
تسلح  بالإرادة   للمعالي      وبالإصرار للرتب  العوالي
وكن للسبق ذا قلبٍ قويٍ      عصيٍ    للشدائد   لا يبالي
إرادتنا    وعزمٌ   واقتدارٌ      وذا الإصرار شرط للمعالي

فلا التمني يبلغنا الأماني ولا الضعف يؤهلنا لمجابهة الشدائد ، فإياك والإتكال على المنى فإنها بضائع الموتى ، وتخلق بقول القائل :
فإنه لا نحقق الأعمال بالتمنيات   .... إنما بالإرادة نصنع المعجزات      
      ولربما تعرض أحدنا للفشل في أمرٍ ما ، ولكن لا يعني هذا أن يقف مكتوف الأيدي لذلك ، فأسوأ من الفاشل من  لا يحاول النجاح ، ولتعلم أن التعثر يعلم المشي ، وليس سقوط المرء فشلاً إنما الفشل أن يبقى حيث سقط ، ولكي تجد نفسك بعيداً عن الفشل ، على قمة النجاح انظر إلى الأمام دائماً فإنك لا ترى الفشل .
    أخي القارئ هنالك شخص آخر لا يرى  الفشل واحذر أن تكون أنت هو ، لأنه ليس كل من لا يرى الفشل هو ناجح ، فالشخص الوحيد الذي لا يعرف طعم الفشل هو الذي يعيش بلا هدف ، فاحذر أن لا يكون لك  الهدف الذي تعيش من أجله .
وتوجه إلى الحياة بقلب ذي شغف  للانطلاق بالحياة  ، فإن لم تفعل فإن الحياة لا تنتظر  من لا يبحر فيها  بقلبه وعمله  وإخلاصه
ألا انهضْ وسِرْ في سبيلِ الحَيَاةِ       فمنْ نامَ لم تَنْتَظِرْهُ الحَيَاهْ
ولك في هذا  عوائق كثيرة ، أولها  وأهمها  : " نفسك " .
وإذا سأل سائل : لم  النفس أهم  العوائق ؟،  أجبه بأن  الذي ينتصر على غيره قوي   .. لكن الذي ينتصر على نفسه أقوى ، والنفس برغم   قوتها  فإنها  تنقاد لصاحبها إذا داوم على تقويمها و تهذيبها ، ولن تعوزك الحيلة  وتعجزك القدرة على قيادة نفسك  .
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها       فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
وإذا ما انقدت أنت للنفس  فإنك ستكون لها العبد الذي لا يخرج عن أمر سيده  . 
قيل :
أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني       وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا
والمطامع مصدرها  النفس واتباعها لما يشقيها ، فلكي تنطلق  في حياتك  تحكم بنفسك  وقدها إلى  ما يزكيك ويزكيها ، وانشد أهدافا لنفسك ، ولا تجعلها صغيرة  فتصغر نفسك بصغرها ، والتعب في نيل  الأهداف  واحد ، سواءًا كان الهدف والمطمح  صغيراً أم كبيراً ، فلن تدركه بغير جد وكد وتعب ؛ فلما لا يكون الطموح كبيراً ، يستحق تعبك  وتضحياتك .
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ       
فَلا  تَقنَع  بِما دونَ  النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ      

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة